فقه الطريقة التجانية

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي

إن علماء  هذه الطريقة المباركة استنبطوا من نظير الأحكام الشرعية أحكاما و شروطا وواجبات و مستحبات للأوراد المعلومة في هذه الطريقة عن طريق الاجتهاد انطلاقا من النصوص والأقوال و الاثباتات الصريحة و الواضحة 
و ذلك على نحو الأئمة المجتهدين في العلوم  الفقهية  الإسلامية.   

لذلك فإن هنالك أصولا  حاصلة على الإجماع والاتفاق في حين نجد  آراء في مسائل و فروع  أخرى تختلف حسب اجتهاد و تأويل ورأي هؤلاء العلماء الأجلاء . ومن المعروف أنه إذا حصل اختلاف ما في مسألة خاضعة للاجتهاد فإنه لكلٍّ الحق في إتباع الرأي الذي يراه صائبا إذا لم يكن مخالفا لما هو واضح و مجمع عليه.

  
الأوراد اللازمة للطريقة :
     
 – الورد( اللازم) 
– الوظيفة  
– الهيللة

 
شروط صحة الأوراد :

– النية.
– الطهارة كالصلاة والطهارة الثوبية و البدنية إن أمكن و طهارة المكان .
– ستر العورة . 
– عدم الكلام إلا لضرورة إن لم تكف الإشارة، كإجابة أحد أبويه، أو زوجة نداء زوجها، أو مريد لشيخه.

 

أركان الأوراد :

* الورد صباحا ومساء:

 – مئة مرة ” أستغفر الله” و تتعين بهذه الصيغة في الورد .
  – مئة مرة من الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم بأي صيغة ومن الأفضل بصلاة الفاتح لاشتمالها على جميع حروف الاسم الأعظم و أسرار و فضائل أخرى.
  – مئة مرة ” لا إله إلا الله”.  

* الوظيفة:

 .  ثلاثين مرة ” أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم “.
–   خمسين مرة ” صلاة الفاتح ” و لا تصح بغيرها من الصيغ .
 –  مئة مرة “لاإله إلا الله. 
–   إثني عشر مرة “جوهرة الكمال” لمن حفظها و استكمل شروطها و إلا فهي تستبدل بعشرين من صلاة الفاتح       .              

* الهيللة  :
 
و هي ذكر الكلمة المشرفة” لا إله إلا الله” بلا عدد  بعد عصر يوم الجمعة إلى الغروب و إن شاء أن يلتزم بعدد فلا ينقص عن ألف و لا يزيد على ألف و ستمائة .  

 

مندوبات الأوراد :

يفتتح الذاكر جميع هذه الأوراد على سبيل الندب بدعاء الافتتاح ، ثم بالفاتحة و صلاة الفاتح وأواخر سورة الصافات  (“سُبْحَانَ ربّكَ ربِّ العِزّةِ عمَّا يَصِفُونَ وَ سَلام عَلى المُرْسَلِينَ وَ الحَمْدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ.”) ،و كذلك يقرأ آخر سورة الصافات بعد الفراغ من الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم في الورد و الوظيفة و يقول بعد الفراغ من مائة “لا إله إلا الله” : “محمد رسول الله عليه سلام الله ” و إن قال:” سيدنا محمد” فحسن و  يختم جميع الأوراد بقوله :”إِنَّ الله وَ مَلائكتهُ يُصَلّونَ عَلى النَّبيِّ يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيمًا. صلّى الله عليه و على آله و صحبه و سلم تسليما.  سُبْحَانَ ربّكَ ربِّ العِزّةِ عمَّا يَصِفُونَ وَ سَلام عَلى المُرْسَلِينَ وَ الحَمْدُ للهِ ربِّ العَالَمِينَ.”.
ويدعو الله بما شاء ( دعاء الاختتام).

من شروط كمال اللازم الجلوس إلا لسفر و استقبال القبلة و الذكر بصوت منخفض (سرا).

 

ما هو جائز :

– الإشارة.
– الشرب عند الحاجة المتأكدة.
– ابتلاع بقايا الطعام التي بالفم.
– أخذ شيء ما أو دفعه. 
– الاستناد على حائط أو شيء ما.

 

ما هو مكروه : 
 
– ذكر اللازم جهرا.
– التبسم.
– الالتفات إلى الخلف .
– التفكير في أمور الدنيا.
– النوم الخفيف الذي لا ينقض الوضوء.

 

ما هو ممنوع (مبطل) :

– تحريف ألفاظ الذكر.
– التسرع المؤدي إلى تغيير لفظ و معاني الكلمات.  
– الضحك.

 

أوقات الأوراد :

ورد الصباح وقته المختار من بعد صلاة الصبح إلى قبيل الظهر، و الضروري من ذلك الوقت إلى المغرب و بعدها يكون قضاء. وسمي ضروريا لأنه لا يصح تأخير الورد عن الوقت الاختياري إلا لضرورة.
ورد المساء وقته المختار من بعد صلاة العصر إلى العشاء و الضروري من العشاء إلى الفجر و بعده يكون قضاء.

و يصح تقديم ورد الصباح ليلا و لو بلا عذر من بعد صلاة العشاء بمقدار ما يقرا القارئ خمسة أحزاب و ينام الناس.
 ولابد من صلاة العشاء قبله  فان طلع الفجر قبل تمامه و لو بقيت هيللة واحدة أكمله و أعاده في وقته، ويكون الأول نفلا ( لأن الورد في حكم النذر).

ولا يصح تقديم ورد المساء عن وقته المختار نهارا و لو لحقته الأعذارالا إذا جمع بين الظهر و العصر جمع تقديم .

و اختص الليل بالتقديم لأن الأعمال تضاعف فيه على أعمال النهار ، قال تعالى : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ و أقوم قيلا).
 
و تقرأ الوظيفة مرة واحدة على الأقل في اليوم و الليلة . إما صباحا و إما مساء فان قرئت مرتين أي صباحا و مساء فحسن  .

ووقت الهيللة بعد صلاة العصر من يوم الجمعة إلى غروب الشمس  و إن شاء التزم وقتا معلوما من ألف إلى الف و ستمائة  
ولا تقضى الهيللة إن فات وقتها لأن المقصود منها أن يختم عمل الأسبوع و يبدأ بذكر الله  و كذلك موافقة ساعة الإجابة التي ذكرها صلى الله عليه و سلم و صح عن بعض الصحابة أنها الساعة الأخيرة.

أما الورد و الوظيفة فإنهما يقضيان أبدا لأنهما صارا واجبين بالالتزام كالنذر.

 

أحكام و مسائل متعلقة بالأوراد :

المسبوق يفعل في الوظيفة كما يفعل في الصلاة إن أدرك جماعة يقرؤونها ، أي أنه يبدأ معهم فيما هم فيه فإذا تمموا أتى بما فاته مرتبا بلا فصل ولا تحسب المرة التي وجدهم يقرؤونها إن أدركهم في أثنائها. و لا يبتدئ بالاستعاذة ولا البسملة ولا الفاتحة لأنها أمور مستحبة لمن حضر استفتاح الوظيفة و ليست من أركانها .

من قرأ الوظيفة وهو مسافر على ظهر دابة  ينزل عند ابتدائه في الجوهرة و ذكرها راجلا بشرط أن تكون الأرض التي يطؤها طاهرة، فإذا وصل إلى السابعة جلس حتى ينتهي.
 و إن تعذر ذلك استبدل الإثناعشر جوهرة الكمال بعشرين مرة صلاة الفاتح .  و كذلك يستبدل  من كان يقرأ الوظيفة بالتيمم لأن من شروط جوهرة الكمال الطهارة المائية و الجلوس و استقبال القبلة 

من كمال الوظيفة نشر ثوب محقق الطهارة عند السابعة ، وليس هذا لأن النبي صلى الله عليه و سلم يجلس عليه كما يدعي من لا علم له بل لأنه يحسن بالذاكر أن يكون في أحسن حال و الجلوس في أمكنة رحبة مع كمال الطهارة من أسباب حصول الصفاء .

من شروط الوظيفة و الهيللة الاجتماع للذكر و الجهر و التحليق .وهذا للرجال. 
ومن تعمد ترك الاجتماع رأسا للوظيفة و الهيللة فقد تهاون بالطريق و عرض نفسه للانقطاع و الطرد و العياذ بالله ، لذلك وجب عليه المسارعة بالتوبة و الرجوع.
أما النساء فلا يجهرن في هيللة و لا وظيفة ولا ورد ، كما أنه لا يجوز حضور النساء بالقرب من حلق الذكر بحيث يسمعن و ينظرن إلى الرجال الذاكرين عملا بقوله صلى الله عليه و سلم : ” باعدوا بين أنفاس الرجال و أنفاس النساء.” ، لما في ذلك من المفسدة المحققة لا سيما في هذا الزمان الذي تراكمت فيه الفتن فلا يقر ذلك إلا من لم يشفق على نفسه و دينه و العياذ بالله.

 

من شك في الورد بالزيادة أو بالنقصان يبني على الأقل و ليستغفر الله بعد الورد مئة مرة بصيغة “أستغفر الله” بنية الجبر و كذا من تحقق الزيادة سهوا و النقص لكن بعد أن يأتي بما نقص. 
وكذلك من أخل سهوا بترتيب الأركان كمن ذكر” لا إله إلا الله” قبل الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم فإنه يلغي ما قدم و يبني على ما ذكره صحيحا وهو الإستغفار و يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم بعدها ثم” لا إله إلا الله” بالترتيب ثم يجبر بمئة مرة  : “أستغفر الله” و قس على ذلك ، وهذا الجبر واجب فمن تعمد تركه بطل ورده.
و تبطل الأوراد بقصد رفض أو تعمد تقديم أو تأخير الأركان ، فإنه يجب ترتيبها.

من قدم ورد الصباح ليلا ثم تذكر أنه لم يقرأ ورد المساء فإنه يقطعه إن كان في خلاله ولا يجزئ عن ورد الصباح إن كان أتمه و يقرأ ورد المساء لأن الوقت وقته ، ثم إن بقي ما يسع ورد الصباح قدمه من ابتدائه.

من شرع في ورد المساء بعد صلاة العصر و تذكر أنه نسي ورد الصباح فإنه يقطعه و يأتي بورد الصباح ثم بورد المساء ولا يجزئه إن كان أتمه لأن الترتيب هنا شرط لاشتراكهما في الوقت .
  أما من شرع في ورد المساء بعد المغرب ثم تذكر أن عليه ورد الصباح يتممه و يجزئه ذلك لأن الوقت وقته، ثم يقضي ورد الصباح . وكذلك من تذكر أن عليه ورد المساء بعد صلاة الصبح وهو يقرأ ورد الصباح لأن الوقت وقته فلا يشترط الترتيب بعد خروج الوقت.

أنشر على شبكات التواصل الإجتماعي